اللغوية سواء أكانت داخلية محضة أم نتيجة لتأثر بلغة أخرى في العمل

Size: px

Start display at page:

Download "اللغوية سواء أكانت داخلية محضة أم نتيجة لتأثر بلغة أخرى في العمل"

Jessica Casey
5 years ago
Views:

1 عوامل تفر ع الل غة إلى لهجات الملخ ص: تتطر ق * د. محمد قاسم مختار بدوي أستاذ مساعد "علم اللغة" كلية اآلداب جامعة كردفان هذه الورقة للعوامل التي تؤد ي بالل غة للتفر ع إلى لهجات. وتهدف إلى الحديث عن سمات الل هجة والعوامل التي تقود لهذا التفر ع ال تي تطر ق لها بعض علماء العربية م ن المتأخرين ومناقشتها والعوامل األخرى ال تي ي س تنبط من مؤلفات علماء العربية األوائل وغيرهم إد اركهم لدورها في تفر ع الل غة إلى لهجات سواء أكانت عوامل خارجية أو عوامل لغوية محضة داخلية في الغالب وخارجية أحيانا. معتمدا التحليل من أدواته. غير لغوية تعمل هذا اتبعت هذه الد ارسة المنهج الوصفي وقد توصلت الد ارسة إلى أن هناك عوامل خارجية التفر ع وعوامل لغوية محضة البد منها أما العوامل التشريحية وأصول البشر ال تي انحدروا منها فال شأن لها في تفر ع الل غة إلى لهجات. ي س تشف أيضا من ت ارث علماء العربية األوائل إد اركهم لدور العوامل اللغوية سواء أكانت داخلية محضة أم نتيجة لتأثر بلغة أخرى في العمل على تفر ع الل غة إلى لهجات. Abstract: This paper deals with the factors that leads the language to divide to dialects, the purpose of this paper is to discuss the features of the dialect and the factors that branches 371Page

2 language to dialects, theses factors where mentioned by some modern Arabic linguists, and some of them seem to be well understood by earliest Arabic linguists, and some others, from their work. The study flowed the descriptive method considering the analysis of it tools. The paper finds out that Theses factors, are non-linguistics factors and some are proper linguistics factors. Yet the ethnological, and human anatomic features are excluded from these factors, also we can deduce that the earliest Arabic linguists realize the role of these linguistic factors whether they are proper interior linguistic factors, or as a result of influence of other language in dividing the language to dialects. أولا: المقدمة: يعتري اللغة اإلنسانية اتجاهان مختلفان أحدهما يعمل على تفر ع اللغة الواحدة إلى لهجات متابينة واآلخر يعمل على توحيد هذه اللهجات المتباينة. التوحيد. ولكل من هذين االتجاهين عوامل عدة تقود إما إلى التفرع أو واألمثلة على هذا وذاك في القديم والحديث تند عن الحصر فالعربية الفصحى تهيأت لها هذه العوامل قبل اإلسالم فوحدتها في اللغة المشتركة التي جاء بها األدب الجاهلي شع ار ونث ار وبعد الفتوحات وانتشار العربية في األمصار واألقطار برزت عوامل التفر ع فأدت بها إلى التنو ع اللهجي الذي نشهده اليوم في محيط انتشار اللغة العربية من لهجات سودانية ومصرية مغربية ويمنية وغير ذلك. يتطرق هذا البحث للعوامل التي تسير باللغة نحو التفر ع إلى لهجات 371Page

3 ودورها في خلق هذا االنقسام والتنوع في إطار اللغة الواحدة. أهداف البحث: ينشد الباحث من القيام بهذا البحث إلى تحقيق اآلتي: البحث عن العوامل التي تقود اللغة للتفر ع إلى لهجات متباينة. مناقشة بعض تلك العوامل التي تطرق لها بعض الباحثين وابداء ال أري فيها. الوقوف على إد ارك علماء العربية األوائل وغيرهم لبعض هذه العوامل التي تقود لهذا التفر ع. منهج البحث: اتبعت هذه الد ارسة المنهج الوصفي الذي يعتمد التحليل من أدواته. الد ارسات السابقة: لم يقف الباحث على أي من الد ارسات السابقة التي تناولت هذا الموضوع إال تطرق بعض الباحثين لبعض هذه العوامل وغيرها وهو ما أشرت إليه في ثنايا البحث. هيكل البحث: يقسم الباحث هذه الد ارسة على النحو اآلتي: أولا: المقدمة ثانيا: اللغة واللهجة ثالثا: الجوانب التي ينبغي توفرها في اللهجة اربعا: العوامل التي تؤد ي باللغة للتفر ع إلى لهجات 371Page

4 خامسا: الخالصة ثانيا: اللغة واللهجة: الل غ ة: الل غة: ت أ ي تكل مت أ صلها ل غ وة كك رة وق ل ة الل س ن و ه ي ف ع لة م ن ل غ و و ق يل: ل غ ي أ صلها أ و ل غ و و ال ه اء ع و ض و ج م ع ه ا وث بة ك ل ه ا ال م ات ه ا و او ات ل غ ى م ث ل ب رة وب رى و ف ي ال م ح ك م : )1( ال ج م ع ل غات ول غون. أما حدها في االصطالح فقد عرفها ابن جني "بأن ها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغ ارضهم" الل هجة: مأخوذة من )2(. "ل ه ج باأل مر ل ه جا ول ه و ج وأ ل ه ج ك ال ه م ا أ ول ع ب ه و ي ق ال: ف ال ن م ل ه ج ب ه ذ ا األ م ر أ ي م ول ع ب ه والل ه ج واع تاد ه وأ ل ه ج ت ه ب ه. ب الش ي ء : الو لوع ب ه. والل ه ج ة والل ه ج ة : ط ر ف الل سان. والل ه جة والل ه جة : ج ر س و ي ق ال: الل ه ج ة والل ه جة ل غ ت ه ال ت ي الكالم والفتح أ على. ف ال ن فصيح و ه ي 3 ج ب ل ع ل ي ه ا فاعتاد ها ونشأ ع ل ي ه ا.")( واللهجة بسكون الهاء وتحرك )4( ل م: " م ا أ ظ ل ت اللسان".وفي مسند أحمد ق ال ر س ول ا لل ص ل ى هللا ع ل ي ه و س 5 ال خ ض ر اء و ال أ ق ل ت ال غ ب ر اء م ن ر ج ل أ ص د ق ل ه ج ة م ن أ ب ي ذ ر ") (. " وأما في االصطالح "فهي مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة ويشترك في هذه الصفات جميع أف ارد البيئة وبيئة اللهجة جزء من بيئة أوسع و أشمل تضم عدة لهجات لكل منها خصائصها لكنها تشترك جميعها في مجموعة من الظواهر اللغوية التي تيسر تفاهم أف ارد هذه البيئات 6 ببعضهم البعض") (. ومصطلح لهجة مصطلح حديث في الدرس اللغوي العربي يقابل 371Page

5 المصطلح اإلنجليزي dialect والفرنسي dialecte.أما علماء العربية األوائل فيشيع عندهم استخدام لغة تارة ولحن أخرى للداللة على الل هجة وبهذين المصطلحين ت ر د في مؤلفاتهم. فقد بوب أحمد بن فارس في كتابه الصاحي 7 في فقه اللغة بابا في اختالف لغات العرب) ( وقال ابن جني 8 اختالفها كلها حجة") (. لحني, "اللغات على وروى السيوطي عن أبي المهدي قوله: "ليس هذا 9 وال لحن قومي.") ( وهم في كل ذلك إنما يعنون ما اصطلح على تسميته بالل هجة. ثالثا: الجوانب التي يجب توفرها في اللهجة: تبدو من التعريف السابق توفرها وهي على النحو اآلتي: أ- وجود مجموعة من الصفات اللغوية: لمصطلح اللهجة عدة جوانب البد من وتتمثل هذه الصفات اللغوية في التفاوت بين مختلف لهجات اللغة الواحدة وهو تفاوت نلحظه في بعض المستويات اللغوية سواء أكانت على مستوى الصوت أو مستوى بنية الكلمة أو مستوى اإلع ارب أو المستوى الداللي ولعل في ما سنشير إليه الحقا بوصفه العامل اللغوي الذي يؤدي إلى تفرع الل غة إلى لهجات خير شاهد لتفاوت هذه الص فات اللغوية ب- وجودها في بيئة خاصة: ووجود الصفات اللغوية المميزة للهجة قد نلحظه في بيئة لغوية بعينها ال يتعداها إلى غيرها من البيئات. ومن هذا الضرب فحفحة هذيل نحو قولهم عت ى في حت ى التي أجمع اللغويون على نسبتها إليهم دون 377Page

6 )10( سواهم. أيضا قد نلحظ اشت ارك عدة بيئات من بيئات اللغة الواحدة في هذه الصفات اللغوية الممي زة ومثال ذلك كسر أوائل المضارع فقد روي عن غير قريش وأسد والعنعنة التي نسبت إلى تميم وأسد وقيس في أرجح )11( األقوال. ولم يجانب الصواب أحد العلماء حين الحظ أن " معظم ظواهر التطور الصوتي يقتصر أثرها على بيئة معينة وال نكاد نعثر على تطور صوتي لحق جميع اللغات اإلنسانية في صورة واحدة فتحول صوت القاف مثال إلى همزة لم يظهر إال في بعض المناطق التي تتكلم العربية" (12) وي س تشف من قوله هذا أن محدودية هذا التغيير الصوتي تنوع لهجي يشير إلى هذه البيئة الخاصة. ج- االشت ارك في هذه الصفات بين جميع أف ارد البيئة: البد أن تكون هذه الص فات الل غوية مشتركة بين متكلمي البيئة اللغوية الواحدة ومن ذلك نبر أهل العالية من تميم وأكثر البدو بينما يميل الحجازيون إلى الت سهيل لذا قال أبو زيد: "أهل الحجاز وه ذ ي ل وأهل مكة والمدينة ال ينبرون وقف عليها عيسى بن عمر الثقفي فقال: تميم إال ما آخذ من قول )13( بالنبر وهم أصحاب الن بر وأهل الحجاز إذا اضطروا نبروا" فهذا االشت ارك حتمي ال يخرج عنه أحد من أهل البيئة اللغوية إال أن ي ض طر لذا ال يقبل علماء العربية من التميمي إال النبر. د- وجود بيئة أوسع تضم عدة بيئات ذات صفات لغوية: 371Page

7 وهذا الجانب يوضح وجود الل هجة ضمن إطار أكبر هو الل غة فعالقة الل هجة بالل غة هي عالقة الجزء بالكل الذي يندرج تحته.وتتفاوت اللغات في عدد الل هجات ال تي تندرج تحتها بحسب المساحة التي تنتشر فيها هذه الل غات. "وتختلف هذه اللهجات بعضها عن بعض اختالفا ا كبير في المساحة التي يشغلها كل منها فمنها ما يشغل مقاطعة كاملة من مقاطعات الدولة ومنها ما تضيق منطقته فال تشمل إال بضع قرى متقاربة ومنها ما يكون وسط ا بين هذا وذاك. وكثير ا ما تختلف هذه المناطق الل غوية في حدودها عن المناطق المصطلح عليها في التقسيم اإلداري والسياسي فقد تقسم القرى التي تتألف منها منطقة لغوية واحدة بين محافظتين أو أكثر وقد يجتمع في محافظة واحدة أو مركز واحد عدد كبير من المناطق اللغوية" ه- سهولة التواصل بين أف ارد البيئات المختلفة: )14( على الرغم من وجود الفروق الل غوية بين أي لهجتين أو لهجات تنتمي للغة واحدة إال أن القاسم المشترك بين هذه اللهجات أكبر وأعظم من هذه الفروق أو الخصائص اللغوية مما ييسر التواصل بين أبناء الل غة الواحدة على اختالف لهجاتها وتظل في إطار اللغة الواحدة ما دام هذه التواصل قائما. البعض. أما إذا انتفى هذا التفاهم وانعدم فهي لغات مستقلة عن بعضها وهو ما حدث للغة السامية األم فال يكاد العبري يفهم من العربي شيئا وال يكاد يفقه األشوري من اآل ارمي. اربعا: عوامل تفرع اللغة إلى لهجات: 371Page

8 هناك عدة عوامل تعمل متى ما توافرت أو توافر بعضها تعمل على )15( تفر ع الل غة الواحدة إلى لهجات 1- عوامل سياسية: وهذه العوامل هي: "وتتعلق باستقالل المناطق التي انتشرت فيها اللغة وضعف الس لطان المركزي الذي يجمعها ويوثق ما بينها من عالقات. وذلك أن اتساع الدولة وكثرة المناطق التابعة لها واختالف الشعوب الخاضعة لنفوذها كل ذلك يؤدي إلى ضعف الس لطان المركزي وتفككها من الناحية السياسية وانقسامها إلى دويالت أو دول مستقل بعضها عن بعض وغني عن البيان أن انفصام الوحدة السياسية يؤد ي إلى انفصام الوحدة الفكرية والوحدة الل غوية". تتضح حدودها " فالل هجة إذن إذا كانت تطابق تقسيما سياسيا وتبقى )16( هذه الحدود زمنا طويال بعد زوال الظروف التي أدت إلى تحديدها" ومن أمثلة ذلك في نظم اإلدارة األهلية في بعض البالد العربية على مستوى الداللة كلمة "العمدة" أم ا "شيخ". 2- عوامل اجتماعية: "المختار" ببالد الشام ويقابلها في مصر والس ودان في الع ارق لدى العشائر البدوية وفي اليمن فيقابل ذلك كلمة "وتتمثل فيما بين سكان المناطق المختلفة من فروق في الن ظم االجتماعية والعرف والتقاليد والعادات ومبلغ الثقافة ومناحي الفكر والوجدان. التعبير". فمن الواضح أن االختالف في هذه األمور يتردد صداه في أداة 318Page

9 ومن هذا القبيل نجد أن المجتمعات التي يسود فيها نظام الطبقات االجتماعية مثلما هو الحال في اليمن "فالمجتمع اليمني القبلي سواء في الريف أو المدينة ينقسم إلى مجموعتين رئيسيتين وكل مجموعة منها تتألف من أربع شر ائح كما يأتي: أ- طبقة األغلبية وهم المحاربون أو من يدفعون الغرم في السلم والحرب وينقسمون بدورهم إلى: و" هاشم. أبناء القبائل شيوخ القبائل" " القضاة " " وهم من الفقهاء المؤهلين من غير بني في المناطق التي ماي ازل النظام القبلي سائدا فيها و" ذوي األصول القحطانية من سكان اليمن األصليين واألش ارف العدنانيين المحاربين من سكان المناطق السنية. والمثقفين العصريين". ب- " ثم التجار والفالحين طبقة الهجر وهم األقليات المعفاة من غرم الحرب والسلم ويستمدون الحماية من القبائل التي يعيشون بينها. ويندرج في إطار هذه الطبقة " " السادة وهم الهاشميون غير المحاربين من سكان المناطق الزيدية الخاضعين لحماية القبائل " "اليهود واألقليات الدينية من أهل الكتاب وغيرهم و"الم ازينة" وهم ذوي الحرف والمهن اليدوية ويأتي في إطارهم الحالقون والج ازرون والحدادون وغيرهم من أصحاب الحرف. األخدام" 17 وهم من أصول أفريقية.) ) ثم من يسميهم المجتمع بالخدم أو " فهذا النظام الطبقي وهو من النظم االجتماعية ألقى بظالله على وسيلة التعبير فاصطبقت اللغة به وأصبحت بعض هذه المفردات تعبر عن معان خاصة في المجتمع اليمني بينما ال تشير إال إلى معناها اللغوي 313Page

10 المحض في غير تلك البالد. 3- عوامل جغ ارفية: "تتمثل فيما بين سكان المناطق المختلفة من فروق في الجو وطبيعة البالد وبيئتها وشكلها وموقعها وفيما يفصل كل منطقة عن غيرها من جبال وأنهار وبحي ارت وصحارى وغابات وهلم ج ار. الفروق فال يخفى أن هذه والفواصل الطبيعية تؤد ي عاجال أو آجال إلى فواصل في الل غات". ومما تسببت فيه هذه العوامل الجغ ارفية ما يشيع في اللهجات العربية القديمة في استخدامهم لالغتسال كلمتي )18( خاصة وقد ورد في اللسان بن أذينة: إال " ابترد " ( وهي لالغتسال بالماء البارد الماء: ص ب ه ع ل ى أر سه ب ار د ا ق ال عروة اب ت ر د م أ ب ت ر د أ ق ب ل ت ن ح و س قاء ال ق و إ ذا وج د ت أ و ار الح ب ف ي ك ب دي فم ن ل ح ر ع ل ى األ ح شاء ي ت ق د ه ب ن ي ب ر د ت ب ب ر د الماء ظاهر ه االست ح مام:فهو اال غ ت س ال ب ال م اء ال ح ار ه ذ ا ه و األ صل ث م ص ار ك ل أما )19( اغ ت س ال اس ت ح ماما ب أ ي م اء ك ان. ومعلوم أن أهل البالد الباردة يغتسلون بالماء الحار بينما يميل أهل البالد الحارة للماء البارد في اغتسالهم.وهو الشائع اآلن في مناطق البقارة في جمهوريتي السودان وتشاد فهم ال يقولون (. اتبرد فهذه العوامل الجغ ارفية جعلتهم يطلقون على االغتسال لفظين مختلفين الختالف ماء الغسل في كل منهما. هذا هو األصل. ومن ثم جرى التعميم في اإلقليمين بمعنى أن أهل البالد الحارة وان اغتسلوا بماء حار فهم )يتبردون(!!. 311Page

11 وأضاف د. علي عبد الواحد وافي لهذه العوامل عاملين آخرين )20( 1- عوامل شعبية: هما: "تتمثل فيما بين سكان المناطق المختلفة من فروق في األجناس والفصائل اإلنسانية التي ينتمون إليها واألصول التي انحدروا منها. الواضح أن لهذه الفروق آثار ا بليغة في تفر ع ولغات". 2- عوامل جسمية: فمن الل غة الواحدة إلى لهجات "تتمثل فيما بين سكان المناطق المختلفة من فروق في التكوين الطبيعي ألعضاء النطق. محتفظة بوحدتها األولى أمدا بعيدا". فمن المحال مع وجود فروق كهذه أن تظل اللغة و الذي أميل إليه أن اعتبار العاملين السابقين من عوامل تفرع اللغة اإلنسانية وانقسامها إلى لهجات محل نظر لآلتي: -1 إن من خصائص اللغة اإلنسانية أنها مكتسبة يتعلمها اإلنسان من المجتمع الذي ينشأ فيه فالطفل الذي يولد في محيط عربي ال محالة يتحدث العربية وان كان من أصل غير عربي. وبالتالي ال مجال لفصيلته اإلنسانية واألصل الذي انحدر منه قيمة في تحديد اللغة التي سيتحدثها. واذا كان الحال كذلك فال شأن ألصول البشر وأنسابهم التي انحدروا منها في أحداث هذا التنوع في لهجات الل غة الواحدة. -2 )21( متحدة في كل تفاصيلها. برهن علماء التشريح أن أعضاء النطق لدى كل البشر مما يعني بالضرورة عدم تأثير أعضاء النطق 311Page

12 في إحداث أي تغيير في الل هجة. باإلضافة لتلك العوامل التي تحدثنا عنها هناك عامالن آخ ارن يجدر بنا إضافتهما إلى تلك العوامل السابقة أال وهما: العامل اللغوي: يبرز العامل اللغوي بوصفه أحد أهم العوامل التي تسارع باللغة إلى التفر ع إلى لهجات يبدو العامل اللغوي عامال داخليا محضا مرده إلى ما يعتري اللغة من تغيير على ألسنة متحدثيها وقد انتشرت في بقعة واسعة. فيجنح البعض من أبناء اللغة- ال شعوريا- إلى إنتاج بعض أصوات اللغة بطريقة تخالف المناطق األخرى أو أن تستخدم صيغة صرفية مغايرة أو غير ذلك في المستويات الل غوية األخرى. " بقوله يؤيد مذهبنا هذا في دور العامل اللغوي األستاذ جوزيف فندريس ومهما كانت أهمية العوامل السياسية واالقتصادية فإن اللهجة أوال وقبل كل شيء كيان لغوي وحتى عندما نحسب الظروف الخارجية في تكون اللهجات يبقى أن هذه الظروف تستند جوهريا إلى التطور الطبيعي لعناصر )22( اللغة". جليا هذا العامل اللغوي يعتري اللهجة في مختلف مستوياتها اللغوية ويبدو -على سبيل التمثيل ال الحصر- في هذه األمثلة لكل المستويات اللغوية على النحو اآلتي: 1- المستوى الصوتي: أ- اختالف مخارج بعض األصوات فالجيم العربية من وسط اللسان 311Page

13 مع ما يحاذيه من الحنك األعلى بينما تبرز الجيم القاهرية من أقصى اللسان )23( مع ما بقابله من الحنك األعلى. ب- اختالف بين الهمز والتسهيل ومثاله الخالف بين همز التميميين في بئس وفؤاد وكأس وتسهيل الحجازيين لتصبح بيس و فواد وكاس. ج- اختالف في الحركات بين الكسر والفتح في أوائل المضارع قال )24( الف ارء هي مفتوحة في لغة قريش وأسد وغيرهم يكسرها. د- اختالف بين الفتح واإلمالة في نحو رمى وقضى. ه- و- االختالف في قوانين التأثر الصوتي حيث قلبت تاء افتعل داال )25( مع الجيم في بعض اللغات فقالوا اجدمعوا واجدز في اجتمعوا واجتز. )26( ومثله ما أورده ابن جني في الخصائص قولهم الصقر والسقر والزقر. اختالف في إدغام المتماثلين فتميم تجنح إلى اإلدغام بينما تميل قريش على فكه وقد جاءت اللغتان في اآلية: ( ه و ف ل ي م ل ل و ل ي ه ب ال ع د ل )28( في الق ارءات. ز- )27( ) 2- المستوى الصرفي: أ و ال ي س ت ط يع أ ن ي م ل ولم يورد صاحب النشر في هذه اآلية اختالفا )29( االختالف في التقديم والتأخير في نحو صاعقة وصاقعة. ويتمثل في االختالف في بعض صيغ بناء الكلمة ومثاله بناء صيغة المفعول من الثالثي األجوف فتأتي على مدين ومبيع في الحجازية ومديون ومبيوع في التميمية. ومنه مؤنث فعالن صفة لمذكر يأتي على فعلى كسك ارن وسكرى وغضبان وغضبى أما عند بني أسد فيأتي على فعالنة 311Page

14 )30( نحو غضبانة وسك ارنة )31(. وبهما جاءت اآليتان في رواية حفص و)م ا ك ان ل ن ب ي أ ن ي ك ون ل ه أ س ر ى رواية حفص وبعض صيغ الجموع نحو أسرى و أسارى )32( ) :) إ ن ي أت وك م أ س ار ى ت ف اد وه م ) ورهان ورهن جاءت األولى في )33(. )34( م ق ب وض ة (. : )ف ر ه ن م ق ب وض ة ) بينما هي في رواية الدوري: )ف ر ه ن ومنه في لهجة األندلس قولهم أحمر بين الحمورة وأصفر بين )36( )35( الصفورة ورجل مشوم وبعضهم يقول رجل ميشوم في رجل مشؤوم. ومنه أيضا في اللهجة األندلسية يقولون للقملة الصغيرة صئبانة بدال من )37( صؤابة وجمع لجام على ألجم بدال من ل ج م. 3- المستوى اإلع اربي: الواقع بعد حفص:) ومن مشهور اختالف اللهجات في الجوانب اإلع اربية إع ارب الخبر )ما( النافية فهو في الحجازية منصوب وبها جاءت رواية )38( م ا ه ذ ا ب ش ار( أما التميميون فال يعملونها ويكون ما بعدها مبتدأ وخبر: ما هذا بشر. لذا قال سيبويه: وبنو تميم ي ر فعونها إال من د رى كيف هي في الم صح ف )39( وقريب من هذا خبر ليس إذا اقترن بإال وهو يرفع وال حجازي إال وهو "فما في األرض تميمي إال )40( ينصب" كما قال أبو عمرو بن العال. و من ذلك استعمال متى شرطية واستفهامية لدى غالبية العرب وبمعنى من )41( االبتدائية لدى ه ذ ي ل قول أبي ذؤيب: ش ر ب ن ب ماء الب ح ر ث م ت ر ف ع ت وسمع من بعضهم:" )42( أخرجها متى كمه" م ت ى ل ج ج خ ض ر ل ه ن )43( ن ئ ي ج. وبها جاء 311Page

15 حيث جرت متى كلمة لجج. )44( حرف جر وبها جاء قول الشاعر: ف ق لت اد ع أ خ ر ى و ار فع الص و ت ج ه ر ة حيث استخدمت لعل حرف جر في اللغة المذكورة. المنادى المرخم في نحو قول امرئ القيس: ومنه أيضا ما روي عن عقيل في استخدام لعل )45( ل ع ل أ بي ال م غ وار م ن ك ق ري ب خالفهم في ومنه إع ارب )46( أفاطم مهال بعد هذا التدل ل وا ن ك نت ق د أ ز م ع ت ص ر مي ف أ ج م ل ي فهو مبني على ما يرفع به على لغة من ال ينتظر ومنصوب في لغة من )47( ينتظر من العرب. 4- المستوى الداللي: من الثابت لدى علماء العربية األوائل والمحدثين ممن ذهب إلى ورود الت اردف والمشترك اللفظي والتضاد في العربية من الثابت لديهم أن اختالف )48( لغات العرب أسهم في ورود هذه الجوانب الثالثة في اللغة العربية. وهذه الجوانب وان ارتبطت بنواح داللية إال أنها مما أضفى على اللغة جانبا من جوانب التنوع الذي هو اللغات المختلفة التي كانت عليها القبائل العربية قديما فتسمية المسميات في العربية يختلف من بيئة ألخرى حسب ما لحظه فيها المسمون وبحسب الجذر الذي جاءت منه التسمية وطريقة االشتقاق. وما يقترن بذلك أحيانا من تبدل المفردات فالمقابر في السودان تقابلها المجنة في اليمن والق ارفة في مصر. ومنه أيضا ما شاع مؤخ ار في بعض البالد العربية من تسمية العسكر المدافعين عن بعض األنظمة فهم البلطجية في مصر والبالطجة في اليمن والشبيحة في سوريا والمرتزقة في ليبيا 317Page

16 وغير ذلك. وتحفل كتب الت ارث ومظان اللهجات ولحن العامة بالكثير من هذا )49( الضرب ومنه استعمال وثب بمعنى جلس في الحميرية والشائع في معنى )50( الس رحان والس يد هو الذئب لكن ه ذ ي ل تستعملهما بمعنى األسد. )51( أيضا في لهجة األندلس الحاجب للوزير )52( والمسدد ومن ذلك للقاضي أو الحاكم )53( الذي يتولى شؤون بلدة صغيرة والد اربون للعسس ذلك أن كال منهم موكل بدرب من دروب البلد. ومن ذلك الخالف في الداللة في لهجة األندلس أيضا قولهم للكأل )54( األخضر حشيش والتطفيف هو عندهم التوفية والزيادة وال يعرفون فيه )55( غير ذلك ويقولون إناء مطفف أي مآلن. عامل التأثر بلغات أجنبية: ونلحظ ذلك عند احتكاك بعض متكلمي اللغة بلغة أخرى نتيجة لمجاورتهم شعب آخر يتحدث لغة أخرى أو إثر خضوع جزء من البلد الستعمار عناصر أجنبية تتحدث لغة أخرى. مما يؤد ي إلى نشوب ص ارع لغوي بين هاتين اللغتين تتسرب على ضوئه بعض نظم الل غتين إلى األخرى مما يكسبها صفات لغوية مميزة تخالف بها الل غة التي تنتمي إليها في هذا المحيط الجغ ارفي. الل هجي. وما هذه الصفات اللغوية إال ضرب من التعدد والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى فالعامية السودانية تجردت من بعض أصوات الفصحى مثل الثاء والذال والظاء وتغيرت بعض مخارجها 311Page

17 كالقاف إضافة إلى اقت ارض الكثير الدخيل عليها من النوبية وغيرها من اللغات التي احتكت بها. وفي الشق الثاني أعني خضوع جزء من البلد لغزو عناصر أجنبية نلحظ العامية التشادية وما تحفل به من مفردات فرنسية مثل وتير)سيارة( وتجمع على وتاير ولبتان ( من اللغة الفرنسية وغير ذلك من المفردات. )مستشفى( مب ا )للخبز( وسرسار )رتبة عسكرية.voiture, l'hospital, des pains, sergeant في حين تستخدم أقرب اللهجات العربية لها مفردات عربية صرفة في مقابل كثير من ذلك الدخيل من الفرنسية. ولم يتوقف األمر على اقت ارض المفردات بل تعداه إلى تغيير بعض المالمح الصوتية من مخارج األصوات وغيرها في تلك الل هجة. والعامية المصرية وما بها من رواسب الفرنسية والتركية واإلنجليزية لتعاقب تلك األمم في غزو مصر خير شاهد لما نقول. وقد الحظ قدامى اللغويين أثر هذا العامل أعني التأثر بلغات أجنبية بوضوح تام تمثل في رفضهم األخذ "من لخم وجذام لمجاورتهم أهل )56( مصر والقبط و قضاعة وغسان واياد لمجاورتهم أهل الشام وأكثرهم )57( يقرؤون بالعب ارنية وتغلب والنمر )58(...إلى آخر عبارة السيوطي. فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونان" وأشار الزبيدي إلى ذلك قائال: "لم تزل العرب العاربة في جاهليتها وصدر إسالمها تنزع في نطقها بالسجية وتتكلم على السليقة حتى فتحت المدائن ومصرت األمصار ودونت الدواوين فاختلط العربي بالنبطي والنقي 311Page

18 الحجازي بالفارسي ودخل الدين أخالط األمم وسواقط البلدان فوقع الخلل )59( في الكالم وبدأ اللحن على ألسنة العوام". وم م ن أيد ما ذهبنا إليه ابن حزم األندلسي في قوله "ونحن نجد من سمع لغة أهل فحص البلوط وهي على ليلة واحدة من قرطبة كاد أن يقول إنها لغة أخرى غير لغة أهل قرطبة وهكذا في كثير من البالد فإنه بمجاورة )60( أهل البلدة بأمة أخرى تتبدل لغتها تبديال ال يخفى على من تأمله". وما هذا الرفض الذي مال إليه القدماء والخلل في الكالم واللحن كما سماه الزبيدي والتبدل الذي أشار إليه ابن حزم إال ضرب من التغيير والتنوع في بعض المستويات اللغوية في بيئة خاصة مقارنا بالفروع األخرى للغة ذاتها والذي اصطلحنا على تسميته بالل هجة. خامسا: الخالصة: الل هجة عبارة عن تنوع وتباين في مستوى من المستويات اللغوية من بيئة ألخرى يلحظه متحدثو هذه اللغة المشتركة. وتتضافر عدة عوامل لخلق هذا التنوع والتباين في إطار اللغة الواحدة منها ما يرجع لعوامل غير لغوية وهي العوامل السياسية والجغ ارفية واالجتماعية إضافة لعوامل لغوية محضة تتمثل في عامل التغير اللغوي الذي يعتري اللغة في جميع مستوياتها وعامل التأثر باللغات األخرى. أما العوامل الشعبية وأصول البشر التي انحدروا منها وكذلك العوامل التشريحية فال شأن لها بتفرع اللغة إلى لهجات. يستشف أيضا من ت ارث علماء العربية األوائل إد اركهم لدور العوامل اللغوية سواء أكانت داخلية محضة أم نتيجة لتأثر بلغة أخرى في 318Page

19 العمل على تفر ع الل غة إلى لهجات. الهوامش وتوثيق المصادر: 313Page 1 2 لسان العرب ابن منظور دار صادر بيروت ط 7 ج 51 ص 111/115 الخصائص ابن جني تحقيق محمد علي النجار دار الهدى بيروت ط 1 بدون تاريخ ج 5 ص لسان العرب ابن منظور ج 1 ص 413 القاموس المحيط الفيروزآبادي مصطفى البابي الحلبي القاهرة ط ج 5 ص مسند اإلمام أحمد بن حنبل األرنؤوط وآخرين مؤسسة الرسالة ط أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ص م ج تحقيق شعيب 107/102 رقم في اللهجات العربية إب ارهيم أنيس األنجلو المصرية القاهرة ط 4 بدون تاريخ ص الصاحبي في فقه اللغة أحمد بن فارس علق عليه أحمد حسن بسج دار الكتب العلمية بيروت ط 1007 ص 13 الخصائص ابن جني ج 1 ص 50 المزهر السيوطي تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخر ين عيسى البابي القاهرة بدون تاريخ ج 5 ص فصول في فقه العربية رمضان عبد التواب مكتبة الخانجي القاهرة ط م ص المرجع السابق ص 541 علم اللغة علي عبد الواحد وافي دار نهضة مصر للطباعة والنشر القاهرة طبعة ص 425

20 13 د ارسات في فقه اللغة صبحي الصالح دار العلم للماليين بيروت لبنان ط ص علم اللغة علي عبد الواحد وافي ص 571 علم اللغة ص 571. اللغة جوزيف فندريس ترجمة عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص مكتبة األنجلو المصرية القاهرة 5310 ط 5 ص by Hana Ahmed 1/9/2014 6;45 pm لسان العرب ج 4 ص 14 لسان العرب ج 51 ص 513 علم اللغة علي عبد الواحد وافي ص د ارسات في فقه اللغة محمد األنطاكي دار الشروق العربي بيروت بدون طبع بدون تاريخ ص اللغة جوزيف فندريس ص 417 األصوات اللغوية إب ارهيم أنيس األنجلو المصرية القاهرة بدون طبع بدون تاريخ ص الصاحبي في فقه اللغة ص 11. سر صناعة اإلع ارب ابن جني تحقيق محمد حسن وأحمد رشدي دار الكتب العلمية بيروت ط ج 5 ص الخصائص ج 5 ص 471 سورة البقرة 111 النشر في الق ارءات العشر ابن الجزري دار الكتب العلمية بيروت ط ج 1 ص Page

21 الصاحبي في فقه اللغة أحمد بن فارس ص 11 لسان العرب ج 1 ص 535 المرجع السابق ج 2 ص سورة البقرة 11 سورة األنفال 27 النشر في الق ارءات العشر ج 1 ص 517. لحن العامة الزبيدي تحقيق رمضان عبد التواب الخانجي القاهرة ط ص المرجع السابق ص 413 المرجع السابق ص 72 سورة يوسف 45 الكتاب القاهرة ط أبو بشر سيبويه 4 ص المزهر السيوطي ج 5 ص تحقيق عبد السالم محمد هارون مكتبة الخانجي أوضح المسالك ابن هشام األنصاري تحقيق محمد محي الدين المكتبة العصرية صيدا بدون طبع 1004 ج 4 ص مغني اللبيب عن كتب األعاريب ابن هشام تحقيق محمد محي الدين دار صادر بيروت ط ج 5 ص خ ازنة األدب البغدادي تحقيق عبد السالم هارون الخانجي القاهرة ط ج 7 ص 31 وعقب عليه بقوله:وهذا ما في كتب المؤلفين أما الثابت في شعر أبي ذؤيب من رواية أبي بكر القارئ: 44 شربن بماء البحر ثم تنصبت على حبشيات لهن نئيج أوضح المسالك ج 4 ص 1 311Page

22 45 المغوار. ألا 5327 ص 46 خ ازنة األدب البغدادي ج 50 ص 312.ورواية األصمعيات:لعل أبا صمعيات أحمد شاكر وعبد السالم هارون دار المعارف القاهرة ط 4 شرح المعلقات السبع حسين بن أحمد الز و ز ني دار احياء الت ارث العربي ط ص أوضح المسالك ابن هشام األنصاري ج 3 ص 25 فصول في فقه اللغة رمضان عبد التواب ص 425 الصاحبي في فقه اللغة أحمد بن فارس ص 17 لسان العرب ج 1 ص 315 نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب المقري التلمساني تحقيق يوسف الشيخ محمد البقاعي دار الفكر بيروت ط ج 5 ص المصدر السابق ج 5 ص المصدر السابق ج 5 ص 510 تثقيف اللسان وتلقيح الجنان العلمية بيروت لبنان ط ص 520 المرجع السابق ص 527 ابن مكي الصقلي تحقيق مصطفى عطا دار الكتب فصول في فقه العربية ص 503 وفي عبارة السيوطي النبط والصواب ما أثبتناه. المرجع السابق ص 503 وفي عبارة السيوطي اليمن المزهر ج 5 ص 151 لحن العوام الزبيدي ص 13. اإلحكام في أصول األحكام أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطبي تحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر دار اآلفاق الجديدة بيروت. ص ب ت.ج 311Page

Al-Baqarah The deen has an honour, and people must strive for it, to show your truthfulness. People may speak according

Al-Baqarah The deen has an honour, and people must strive for it, to show your truthfulness. People may speak according Al-Baqarah 24 رجب 1439 10.4.18 There are different characters in this story : the leaders of Bani Israeel, their messenger, Talut, the king of the Bani Israeel, and Jalut, the king of the enemies. The